فصل: أحاديث الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث الباب

أخرج أصحاب الكتب الستة ‏[‏بل أخرجه أصحاب الكتب الأربعة كما في ‏"‏الدراية‏"‏‏.‏‏]‏ عن خلاد بن السائب عن أبيه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن آمر أصحابي، ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإِهلال، أو قال‏:‏ بالتلبية‏"‏، انتهى‏.‏ - حديث آخر‏:‏ أخرجه البخاري ‏[‏عند البخاري‏:‏ ص 210 - ج 1‏.‏‏]‏ عن أبي قلابة عن أنس، قال‏:‏ صلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعًا، انتهى‏.‏

- الحديث الثالث عشر‏:‏ روي أنه عليه السلام لما دخل مكة ابتدأ بالمسجد،

قلت‏:‏ أخرج البخاري، ومسلم ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة‏"‏ الخ، ص 219 - ج 1، وعند مسلم‏:‏ ص 405‏]‏ عن عائشة أن النبي عليه السلام أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت، مختصر، وأخرجا أيضًا عن كعب بن مالك، قال‏:‏ كان النبي عليه السلام إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين قبل أن يجلس ثم يجلس للناس، انتهى‏.‏ ورواه البخاري في ‏"‏الجهاد‏"‏، ومسلم في ‏"‏الصلاة‏"‏، وفي لفظ لمسلم‏:‏ كان لا يقدم من سفر إلا نهارًا في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه، انتهى‏.‏ وأخرج مسلم عن محمد ابن جعفر عن أبيه عن جابر، قال‏:‏ لما قدم النبي عليه السلام مكة دخل المسجد فاستلم الحجر، ثم مضى على يمينه، فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم أتى المقام، فقال‏:‏ ‏(‏واتخذوا‏)‏ الحديث‏.‏ وروى أبو الوليد الأزرقي في ‏"‏تاريخ مكة‏"‏ ‏[‏وكذا البيهقي في ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ص 77 - ج 5‏.‏‏]‏ حدثني أحمد بن محمد بن الوليد حدثني مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج، قال‏:‏ قال عطاء‏:‏ لما دخل رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مكة لم يلو على شيء، ولم يعرج، ولا بلغنا أنه دخل بيتًا، ولا لوى بشيء حتى دخل المسجد، فبدأ بالبيت، فطاف به، وهذا أجمع في حجته وعمرته كلها، انتهى‏.‏ واستشهد شيخنا علاء الدين لهذا الحديث بما أخرجه عن ابن عمر ‏[‏عند مسلم‏:‏ ص 411، والبخاري‏:‏ ص 218‏.‏‏]‏ رأيت النبي عليه السلام حين يقدم مكة يستلم الركن الأسود‏.‏

هذا، وليس فيه مقصود، مع أن لفظ الحديث ليس كذلك، وإنما لفظه‏:‏ رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخبّ ثلاثة أشواط من السبع، انتهى‏.‏ أخرجاه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، واستشهد هذا الجاهل بما في حديث جابر الطويل‏:‏ حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، الحديث، والآخر ليس فيه مقصود، أو هو بعيد عن المقصود‏.‏

قوله‏:‏ روي عن ابن عمر أنه كان يقول إذا لقي البيت‏:‏ بسم اللّه، واللّه أكبر، قلت‏:‏ غريب، والذي رواه البيهقي عنه ‏[‏عند البيهقي‏:‏ ص 79 - ج 5‏.‏‏]‏ أنه كان يقول ذلك عند استلام الحجر، قال المصنف‏:‏ ومحمد لم يعين في الأصل لمشاهد الحج شيئًا من الدعوات، لأن التوقيت يذهب بالرقة، وإن تبرك بالمنقول منها فحسن، قال الشيخ في ‏"‏الإِمام‏"‏‏:‏ رأيت في ‏"‏كتاب ابن المغلس‏"‏ قال‏:‏ وذكر هشيم عن يحيى عن ابن سعيد عن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن عمر كان إذا نظر إلى البيت، قال‏:‏ اللّهم أنت السلام، ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام، انتهى‏.‏ قال‏:‏ ورواه سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص أن يحيى بن سعيد عن ابن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه كان إذا دخل المسجد استقبل القبلة، وقال‏:‏ اللّهم أنت السلام، إلى آخره، فجعله من قول سعيد، وروى البيهقي ‏[‏عند البيهقي‏:‏ ص 73 - ج 5‏:‏ وفيه قال العباس‏:‏ قلت ليحيى‏:‏ من إبراهيم بن طريف هذا‏؟‏ قال‏:‏ يمامي، قلت‏:‏ فمن حميد بن يعقوب هذا‏؟‏ قال‏:‏ روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري‏.‏‏]‏ عن الحكم بسنده عن يحيى بن معين ثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن طريف عن حميد بن يعقوب سمع سعيد ابن المسيب يقول‏:‏ سمعت من عمر كلمة، ما بقي أحد من الناس سمعها غيري، سمعته يقول إذا رأى البيت‏:‏ اللّهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، قال الشيخ‏:‏ وهذا الحديث شاهد لسماع سعيد من عمر، واللّه أعلم، وروى الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن النبي عليه السلام كان إذا رأى البيت رفع يديه، وقال‏:‏ اللّهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا، وتكريمًا ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه، أو اعتمره تشريفًا وتعظيمًا، وتكريمًا وبرًا، وهذا معضل، قال الشافعي‏:‏ ولست أكره رفع اليدين عند رؤية البيت، ولا أستحبه، ولكنه عندي حسن، انتهى‏.‏ وروى الواقدي في ‏"‏كتاب المغازي‏"‏ حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن سعد عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ دخل مكة نهارًا من كدى، فلما رأى البيت، قال‏:‏ اللّهم زد هذا تشريفًا وتعظيمًا، وتكريمًا ومهابة، وزد من عظمه ممن حجه، أو اعتمره تشريفًا وتعظيمًا، وتكريمًا ومهابة، وبرًا، وحدثني محمد بن عبد اللّه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي عليه السلام لما انتهى إلى الركن استلمه، وهو مضطبع بردائه، وقال‏:‏ بسم اللّه واللّه أكبر، إيمانًا باللّه، وتصديقًا بما جاء به محمد، وحدثني ابن جريج ‏[‏أخرجه الحاكم‏:‏ ص 455 - ج 1، وقال‏:‏ هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه‏.‏‏]‏ عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد اللّه ابن السائب المخزومي أنه سمع النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقول فيما بين الركن اليماني والأسود‏:‏ ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار‏.‏

- الحديث الرابع عشر‏:‏ روي أن النبي عليه السلام

- دخل المسجد وابتدأ بالحجر، فاستقبله وكبر وهلل‏.‏

قلت‏:‏ أما ابتداؤه عليه السلام بالحجر فهو في حديث جابر الطويل‏:‏ حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، الحديث‏.‏ وأخرج مسلم ‏[‏عند مسلم‏:‏ ص 400‏.‏‏]‏ أيضًا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، قال‏:‏ لما قدم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مكة بدأ بالحجر فاستلمه، ثم مضى على يمينه، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، انتهى‏.‏ وأما التكبير والتهليل، فلم أجده، لكن التكبير عند البخاري ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب من أشار إلى الركن إذا أتى عليه‏"‏ ص 219‏]‏ في حديث البعير عن ابن عباس أنه عليه السلام طاف على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر، انتهى‏.‏ وأخرجه عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس، وجهل من عزاه لمسلم، فإن حديث مسلم ليس فيه التكبير، ولفظه‏:‏ عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس ‏[‏عند مسلم‏:‏ ص 413، والبخاري في ‏"‏باب استلام الركن بالمحجن‏"‏ ص 218‏]‏، قال‏:‏ طاف النبي عليه السلام في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجنه، انتهى‏.‏ وأما التهليل فأخرج الإِمام أحمد، والبيهقي ‏[‏عند البيهقي‏:‏ ص 80 - ج 5، وعند أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ص 28 - ج 1‏]‏ عن سعيد بن المسيب عن عمر أن النبي عليه السلام قال له‏:‏ يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر، فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله، وكبر وهلل، انتهى‏.‏

- الحديث الخامس عشر‏:‏ قال عليه الصلاة والسلام

- ‏"‏لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن‏"‏ وذكر من جملتها استلام الحجر،

قلت‏:‏ تقدم الحديث في صفة الصلاة، وليس فيه استلام الحجر‏.‏

- الحديث السادس عشر‏:‏ روي أنه عليه السلام قبل الحجر الأسود، ووضع شفتيه عليه،

قلت‏:‏ أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه في ‏"‏سننه ‏[‏عند ابن ماجه في ‏"‏باب استلام الحجر‏"‏ ص 217 - ج 1‏.‏‏]‏ عن محمد بن عون عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ استقبل النبي عليه السلام الحجر، ثم وضع شفتيه عليه، فبكى طويلًا، ثم التفت، فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال‏:‏ يا عمر ههنا تسكب العيون، انتهى‏.‏ ورواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏، وقال‏:‏ حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ولم يتعقبه الذهبي في ‏"‏مختصره‏"‏ ولكنه في ‏"‏ميزانه‏"‏ أعله بمحمد بن عون، ونقل عن البخاري أنه قال‏:‏ هو منكر الحديث، انتهى‏.‏ ورواه العقيلي، وابن عدي في ‏"‏كتابيهما‏"‏ ‏[‏راجع ‏"‏تهذيب التهذيب‏"‏ ص 384 - ج 9، وص 385 - ج 9‏]‏ وأسند ابن عدي تضعيف ابن عون عن البخاري، والنسائي، وابن معين، وقال ابن حبان في ‏"‏كتاب الضعفاء‏"‏‏:‏ هو قليل الرواية، ولا يحتج به إلا إذا وافق الثقات، انتهى‏.‏ وقال في ‏"‏الإِمام‏"‏‏:‏ ومحمد بن عون هذا هو الخراساني، قال ابن معين‏:‏ ليس بشيء، وقال البخاري، والرازي‏:‏ منكر الحديث، وقال النسائي، والأزدي‏:‏ متروك الحديث، انتهى‏.‏ والحديث رواه الأئمة الستة في ‏"‏كتبهم‏"‏ ‏[‏مسلم‏:‏ ص 412 - ج 1، والبخاري في ‏"‏باب الرمل في الحج والعمرة‏"‏ ص 218‏]‏ ليس فيه ذكر الشفتين، أخرجوه عن عمر بن الخطاب أنه جاء إلى الحجر فقبله، وقال‏:‏ إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقبلك ما قبلتك، انتهى‏.‏ ورواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏عند الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 457 بمعناه‏.‏‏]‏ بزيادة فيه، أخرجه عن أبي هارون العبدي، واسمه‏:‏ عمارة بن جوين عن أبي سعيد الخدري، قال‏:‏ حججنا مع عمر بن الخطاب أول حجة حجها من إمارته، فلما دخل المسجد الحرام أتى الحجر فقبله، واستلمه، وقال‏:‏ إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقبلك ما قبلتك، فقال له علي بن أبي طالب‏:‏ بلى يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب اللّه لعلمت أنه كما أقول، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا‏:‏ بلى‏}‏ [الأعراف: 172] فلما أقروا أنه الرب عز وجل، وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق، ثم ألقمه في هذا الحجر، وأنه يبعث يوم القيامة، وله عينان ولسانان وشفتان، يشهد لمن وافاه بالموافاة، فهو أمين اللّه في هذا الكتاب، فقال له عمر بن الخطاب‏:‏ لا أبقاني اللّه بأرض لست فيها يا أبا الحسن، انتهى‏.‏ وقال‏:‏ ليس هذا الحديث على شرط الشيخين، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون العبدي، انتهى‏.‏ قال الذهبي في ‏"‏مختصره‏"‏‏:‏ وأبو هارون العبدي ساقط، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب تقبيل الحجر‏"‏‏.‏‏]‏ عن ابن عمر أنه سئل عن استلام الحجر، فقال‏:‏ رأيته عليه السلام يستلمه ويقبله، انتهى‏.‏